"الصحة اللبنانية": غارة إسرائيلية جديدة تقتل شخصاً في بلدة "عين بعال"
"الصحة اللبنانية": غارة إسرائيلية جديدة تقتل شخصاً في بلدة "عين بعال"
قتلت غارة إسرائيلية جديدة شخصًا في بلدة عين بعال جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في أحدث فصول التصعيد المتواصل رغم الاتفاق الساري لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، اليوم الأربعاء، أن الغارة نفذتها طائرة مسيّرة واستهدفت سيارة مدنية، ما أسفر عن "سقوط شهيد" لم تُكشف هويته بعد.
وشنت إسرائيل خلال الأيام الماضية سلسلة غارات يومية، قالت إنها تستهدف مواقع وعناصر لحزب الله في الجنوب اللبناني.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "قضى" على عناصر من الحزب، بينهم أحد أفراد وحدة الرضوان، النخبة العسكرية التابعة له، وذلك في غارة على منطقة المنصوري.
وأسفرت الغارة، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، عن إصابة تسعة أشخاص بجروح، بينهم مدنيون.
ويوم الاثنين، شهد الجنوب اللبناني ضربات متفرقة أدت إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، فيما استمر الجيش الإسرائيلي في الإعلان عن استهدافه لعناصر الحزب، رغم وقف إطلاق النار القائم.
اتفاق هش لوقف النار
وسُجّل الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار بين الطرفين في 27 نوفمبر الماضي، بعد أكثر من عام من التصعيد العسكري الذي بلغ ذروته منذ سبتمبر من العام ذاته.
وتوسّط في الاتفاق كل من الولايات المتحدة وفرنسا، ونص على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب الليطاني (أي على مسافة 30 كلم من الحدود مع إسرائيل)، وتفكيك بناه العسكرية هناك، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل انتشارهما في المناطق الحدودية.
وتزايدت الضغوط الأمريكية في الآونة الأخيرة لدفع لبنان إلى نزع سلاح حزب الله، خصوصًا في ظل ما وصفته الإدارة الأمريكية بـ"الخسائر الفادحة" التي تعرّضت لها البنية القيادية والعسكرية للحزب خلال المواجهات الأخيرة مع إسرائيل.
واعتبرت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، خلال مشاركتها في منتدى قطر الاقتصادي، أن السلطات اللبنانية "أنجزت في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلته خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة"، لكنها أكدت أن "أمامها الكثير" لاستكمال مهمة نزع السلاح.
سيطرة جزئية للجيش اللبناني
من جانبه، أكّد الرئيس اللبناني جوزاف عون أواخر أبريل أن الجيش اللبناني يسيطر حاليًا على أكثر من 85% من الجنوب، بعد عمليات تمشيط وتنظيف واسعة في إطار تنفيذ التزامات وقف النار.
ويُعد هذا تطورًا مهمًا في المشهد الأمني اللبناني، لكنه لم يمنع استمرار الخروقات الإسرائيلية، خصوصًا في ظل بقاء قوات إسرائيلية متمركزة في خمس تلال استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، لم تنسحب منها رغم انتهاء المهلة المحددة بموجب الاتفاق.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل من أجل الانسحاب الفوري من المناطق التي لا تزال تحتلها ووقف الغارات الجوية المتواصلة التي تزيد من معاناة السكان وتنسف الجهود الدبلوماسية الهشة.
ولا يزال الجنوب اللبناني يعيش على وقع الخوف والتوتر المستمر، وسط تصاعد المخاوف من انهيار الاتفاق وعودة المواجهات الشاملة بين الطرفين في حال لم تُلزم إسرائيل بوقف اعتداءاتها.